شؤون شركة جوجل وثقافتها الداخلية
تشتهر شركة جوجل بثقافة شركتها المميزة التي لا تأخذ طابعًا رسميًا، وتعد الأشكال المتنوعة غير الرسمية الموجودة في شعار الشركة أكبر دليل على ذلك. ففي عامي 2007 و2008، تصدرت شركة جوجل قائمة أفضل مائة بيئة عمل والتي تعدها مجلة "فورتشن". وتتجسد هذه الثقافة في فلسفة شركة جوجل والتي تتجلى في مبادئ عملها غير الرسمية التي تتضح في بعض التعليقات والتعليمات الشهيرة بين موظفيه مثل "تستطيع أن تربح دون أن تضر الآخرين" و"تستطيع أن تبدي الجدية دون أن تتكلف وترتدي بذلة" و"ينبغي أن ينطوي العمل على تحديات التي يجب أن تكون مصدرًا للمرح".
لاقت شركة جوجل انتقادات لانخفاض رواتب موظفيها عن الحد المتعارف عليه للرواتب في مثلها من الشركات. فعلى سبيل المثال، لا يزيد راتب بعض مديري النظم عن 35,000 دولار أمريكي سنويًا – وهو ما يعد قليلًا إلى حد ما بالنسبة لسوق وظائف منطقة خليج سان فرانسيسكو.[99] ومع ذلك، أتاح الأداء المتميز لشركة جوجل في البورصة بعدما أجرت الاكتتاب العام لأسهمها أن يتم تعويض العديد من موظفيها القدامى على نحو يثير التنافس، وذلك باشتراكهم في الازدهار الضخم لأسهم الشركة.[100] وبعد أن أجرت الشركة الاكتتاب العام لأسهمها في أغسطس عام 2004، ذكر أن سيرجي برن ولاري بيدج وإيريك إي شيمت (المدير التنفيذي) طلبوا أن يتم خفض رواتبهم الأساسية إلى 1.00 دولار أمريكي.[54]كما رفضوا كل العروض التالية التي قدمتها الشركة لهم لرفع رواتبهم، وذلك لأنهم كانوا يرون أنه يعوضهم عن رواتبهم حصولهم على عوائد حصص ملكيتهم في الشركة. وبصفتهم حاملي أسهم رئيسيين بالشركة، ترتبط ثروتهم الشخصية بشكل مباشر بتقدير سعر البورصة لأسهمهم وأداء الشركة بها، وبالتالي هم يماثلون حاملي الأسهم من حيث الفوائد التي يحصلون عليها من الأسهم. فقبل عام 2004، كان "شيمت" يجني 250,000 دولار أمريكي في السنة وكان كل من "بيدج" و"برن" يتقاضيان راتبًا يبلغ 150,000 دولار أمريكي.[54] لقد رفضوًا تمامًا كل العروض التي قدمها لهم مجلس إدارة الشركة من أجل رفع حوافزهم ورواتبهم التي يتلقونها. وفي التقرير السنوي لعام 2007 الذي يسجل أغنى أثرياء الولايات المتحدة، ذكرت مجلة فوربس أن كل من سيرجي برن ولاري بيدج بقيا يحتلان المركز الخامس؛ حيث بلغت ثروة كل منهما 18.5 مليار دولار أمريكي. خلال عام 2007 وبداية عام 2008، ترك العديد من المديرين التنفيذيين شركة جوجل ساعين وراء العمل بشركات أخرى. فقد قدم"جوستن روزنستين"، مدير الإنتاج بشركة جوجل، استقالته في يونيو عام 2007.[101] وبعد ذلك بفترة وجيزة، ترك "جدوين يو"، المدير المالي التنفيذي السابق لموقع يوتيوب بشركة Google ليعمل بشركة فيسبوك [102] لينضم إلى "بنجامين لينج"، كبير المهندسين بشركة Google سابقًا والذي ترك العمل بالشركة في أكتوبر عام 2007.[103] وفي مارس عام 2008، أعلن اثنان من أبرز كبار المسؤولين بشركة جوجل عن رغبتهما في الانضمام إلى شركات أخرى. فقد بدأت "شيرل ساندبيرج" عملها كرئيس أقسام التشغيل بشركة فيسبوك بعد أن كانت تعمل نائب مدير القسم الدولي للمبيعات وعمليات التشغيل الإليكترونية بشركة جوجل.[104] أما "آش إليديفروي" فقد عمل بمنصب كبير بشركة نت شوبس إنك. بعد أن كان يعمل مديرًا لقسم الإعلان عن المنتجات بشركة جوجل.[105] لقد أثارت الأساليب التي انتهجتها شركة جوجل في تسجيلها لبيانات تعريف المستخدمين وغيرها من المعلومات لأمد طويل العديد من المخاوف بشأن خصوصية المستخدمين. وفقًا لتقدير صرحت به شركة جوجل في الحادي عشر من ديسمبر عام 2007، يقوم محرك البحث جوجل على نحو مماثل لمحرك البحث الخاص بشركة ميكروسوفت، بتخزين المعلومات الشخصية للمستخدمين لمدة 18 شهرًا، في حين لا يحتفظ محرك بحث شركة AOL (التابعة لشركة تايم وترنر) ومحرك البحث ياهو! بطلبات البحث المقدمة إليه إلا لمدة 13 شهرًا."[106] وفي الأول من يوليو عام 2008، أصدر لويس ستانتون القاضي بإحدى محاكم المقاطعات الأمريكية حكمًا بأن تسلم شركة جوجل إلى شركة فياكوم بيانات المستخدمين وتفاصيل عمليات تسجيل الدخول التي يدلون بها عند استخدام موقع يوتيوب، ليكون حكمه في صالح شركة فياكوم التي رفعت دعوى قضائية تطالب فيها شركة جوجل بدفع تعويض قدره 1 مليار دولار عن أي انتهاك لحقوق الطبع والنشر.[107][108]، على الرغم من ذلك، في الرابع عشر من يوليو عام 2008 اتفقت كل من شركة جوجل وشركة فياكوم على سبيل التسوية على حماية البيانات الشخصية لمستخدمي موقع يوتيوب في إطار الدعوى القضائية لحقوق الطبع والنشر المطالب فيها بدفع تعويض قدره 1 مليار دولار (497 مليون جنيه إسترليني). لقد اتفقت شركة جوجل على أن تعمل على إخفاء معلومات المستخدمين وعناوين بروتوكولات الإنترنت الواردة من موقع يوتيوب الخاص بها قبل تسليمها إلى شركة فياكوم. ولقد طبقت شركة جوجل هذا الاتفاق المرتبط بخصوصية المستخدمين مع خصومها الآخرين في الدعاوى القضائية التي قاموا برفعها على الشركة ومنهم اتحاد FA Premier League وRodgers & Hammerstein Organisation واتحاد Scottish Premier League.[109][110]. ولكن بنود الاتفاق لم تجعل موظفي الشركة ضمن من يتم إخفاء معلومات المستخدمين عنهم نظرًا لذلك استطاعت شركة فياكوم أن تثبت أن طاقم عمل شركة جوجل على علم بما قد يقوم به بعض المستخدمين من تحميل لمواد غير قانونية على مواقعهم. لذا من المقرر أن تلتقي الأطراف لتتباحث في الأمر خشية أن يتم طرح الأمر في ساحة القضاء.
تعليقات
إرسال تعليق